الموديلات الجذابة، والمجوهرات البراقة، وبروتوكولات الرشاقة... هذه هي مفردات اهتمامات النساء اللاتي فقدن حلاوة الإيمان وثمراته، فهن لا يفكرن إلا في إشباع شهواتهن الجسدية، وتلبية رغباتهن البهيمية، وإذا تحدثن سمعتي من حديثهن ما يثير فيك العجب من كثرة إسرافهن وتفاهة اهتماماتهن، وسذاجة تفكيرهن، فهذه تشتري فستاناً بخمسين ألف ريال لليلة واحدة، وأخرى تتقيأ الطعام الذي أكلته حفاظاً على رشاقتها.. !! والثالثة تقضي سحابة نهارها في الاعتناء بأظفارها، ورابعة عندها فريق من الخدم يطوفون عليها بكل صغيرة وكبيرة، ويقومون بتدبير شئون البيت لأن صاحبته مشغولة بجمال بشرتها وتصفيف شعرها.. وفي المقابل، هناك فئة من النساء المسلمات لا تجد إحداهن قوت يومها، بل ربما سمعت من سوء حالها ما يبكي العيون ويدمي القلوب، وعلى سبيل المثال، الأخت الصومالية التي فرّت مع زوجها وأطفالها هرباً من القتل والمرض والجوع الذي أهلك الآلاف من المسلمين في الصومال، خرجت هذه الأسرة مهاجرة إلى الحدود الكينية فكانت كالمستجير من الرمضاء بالنار.. أما الأب فقد هلك في الطريق جوعاً مؤثراً زوجته وأطفاله بما بقي معهم من حنطة يسفونها كلما أوشكوا على الهلاك، وتابعت المرأة طريقها نحو كينيا بعد أن تركت رفيق دربها الوفي ملقى على الأرض لأنها عجزت عن حفر قبر له بقواها المنهكة.. وفي اليوم التالي، آثرت هي الأخرى أطفالها بما بقي من الزاد فماتت جوعاً تاركة أطفالها لا يدرون إلى أين يسيرون وفي أي فج يسلكون في هذه الأرض القاحلة المقفرة إلا من الثعابين والعقارب التي فرّت هي الأخرى من جحورها بعد أن أشرفت على الهلاك بسبب الجدب والقحط..
جلس الصبية عند رأس أمهم ينتظرون أجلهم حتى انتهى ما معهم من زاد، فما وجدوا إلا جسد أمهم يأكلون منه لعله يخفف عنهم ما يجدون من ألم الجوع والمخمصة.. وكان من قدر الله عز وجل أن عثر بعض الدعاة العاملين في الإغاثة على الأطفال ودفنوا جسد الأم بعد أن أكل أطفالها شيئاً من لحمها..
إنه وإن كان الموت واحداً مهما تعددت أسبابه، إلا أن موت المسلم جوعاً أمراً ستسأل عنه أولئك النسوة اللاتي أنفقن عشرات الآلاف من الدولارات في عمليات سحب الدهون، وإذابة الشحوم وتزيين الجسوم في الوقت الذي يموت فيه المسلمون "جوعاً في الصومال و افغانستان وفلسطين وغيرها... " ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم